طلاب سماتهم ولغتهم وقدراتهم قد تختلف عن الآخرين
لكنهم متشابهون في الميول والرغبات، يعبّرون بكل براءةٍ عمّا يجول بخواطرهم، وقد يتفوّقون بعواطفهم الدافئة والحب الحقيقي لكل ما هو جميل، فإدراكهم البصري والوجداني يمكن ملاحظته من خلال تعابير الوجه، ولغة التخاطب، وحركة اليد، مما يدل على عمق التفاعل والتكيف مع الآخرين والبيئة من حولهم ..
وفرصة دمجهم مع العاديين كان لها الأثر المباشر في إثبات ذواتهم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم بأنهم قادرون على صناعة المستحيل ..
(أحبُّ الفنية) .. مشروع فصلٍ لمادة التربية الفنية لطلاب التربية الفكرية، تعدّدت أهدافه، وتمكّنا من تحقيقها بحمدِ الله على أرض الواقع، بعد أن أثبت هؤلاء الطلاب أنهم قادرون على التكيّف بسرعة كبيرة، وإنتاج كل ما هو جميل وإبداعي، وبإصرارهم ومساعدتهم وجهودهم وإبراز طاقاتهم استطعنا صناعة بيئة فنية جميلة، بإخراجٍ مميّزٍ يضاهي العاديين من أقرانهم في المخرجات التعليمية.
فكرة المشروع كانت محل رعايةٍ واهتمامٍ كبيرين من قبل إدارة مدرسة ربعي بن عامر المتوسطة بالقطيف، فوضعت لهذا المشروع أهدافًا تراعي الجوانب النفسية والسلوكية والمهارية، وتعمّق ارتباطهم ببيئتهم، وتحقق مبدأ التعاون، وتنمّي فيهم قيم الاحترام والنظافة والمحافظة على الممتلكات، فجاءت فكرة (الحديقة) كبيئة خصبة ومناسبة تلامس إحساسهم ومشاعرهم أثناء عملية التعلم المدمجة بالمرح، إضافةً إلى اكتساب العديد من المهارات والخبرات، وتحسين سلوكهم نحو الايجابية، فتم بفضل الله تحت إشراف وتنفيذ معلم التربية الفنية الأستاذ علي الجشي إنشاء فصلٍ نموذجي ملائم لهذه الفئة .
وقد روعي في اختيار الفصل توفر التهوية الجيدة، والإضاءة الطبيعية، والمساحة المناسبة، بالإضافة إلى وضع أثاث قابل للتحريك، وتجهيزه بأدوات ووسائل تقنية تساعدهم في استيعاب الدروس وتطبيقها.
واستغرق العمل في تهيئة وتجهيز الفصل قرابة الشهرين مع بداية الفصل الدراسي الأول للعام 1436-1437هـ، وفق خطة مجدولة تقوم على عدة مراحل:
(مرحلة التلوين) تم من خلالها معالجة الجدران بألوان متنوعة وجذابة لتصبح وسائل تعليمية إضافةً لكونها جمالية، وقد أبدع فيها الطلاب أيما إبداع في ملء المساحات بدقة عالية .
(فرش الأرضية)، وفيها تم تجهيز الأرضية بالعشب الأخضر، والسيراميك بمساحات مختلفة وسماكة متفاوتة لخلق أجواء طبيعية.
(مرحلة الديكور) ففيها تم تصميم ديكور على شكل كوخ خشبي يسمح للضوء بالدخول عن طريق أبوابه، والنفاذ من خلال الرسوم الجمالية على الزجاج .
(مرحلة التنسيق) بتزيين الفصل بمجموعة من نباتات الزينة الصناعية تم توزيعها في أرجاء الفصل بطريقة فنية، كما تم توزيع الأدوات والخامات التي يحتاجها الطلاب أثناء الدراسة بالأماكن المخصصة للتخزين ، ومكان لحفظ الأحذية والزيّ الخاص بمادة التربية الفنية، وتوفير مجموعة من إطارات العرض التي توضع فيها أعمال الطلاب.
وبعد الانتهاء من تنفيذ مشروع " أحب الفنية " تم تطبيق عدة دروس مع الطلاب، وخاصة دروس الأشغال اليدوية كالتركيب والنسج والتشكيل، وكانت النتيجة مبهرة حيث استطاع الطلاب إنجاز أعمال رائعة ومميّزة في وقتٍ قصير جدًا مقارنة بما سبق، وهنا إشارة واضحة على أنّ البيئة الجميلة والجذابة لها القدرة على استثارة حواسهم ومساعدتهم على تنمية قدراتهم المهارية، وتحسين سلوكهم، لأنها تشعرهم بالراحة والسعادة والاطمئنان والتكيّف وخصوصاً في الأعمال الجماعية.
علي الجشي
رابط مقطع ( أحب الفنية )
لطلاب الفكرية بمدرس ربعي بن عامر بالقطيف
اعداد وتنفيذ واخراج
أ.علي الجشي
ترجمة بلغة الاشارة
أ.فؤاد حمود
ترجمة للغة الانجليزية
نذير عبد الوهاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق